يظهر التجمع القائم بين قطر وإيران وتركيا ضد المملكة العربية السعودية وحلفائها أن الائتلافات القائمة على التنافس مع بعضها البعض لا تستند بشكل صارم إلى الانقسام بين الشيعة والسنة. فالتحالفات التي تتواجه مع بعضها البعض تقاتل من أجل السيطرة على المنطقة ورأسمالها، وتهدف إلى قمع أي حركات من أجل العدالة الاجتماعية

June 15, 2017

بقلم فریدا آفاری

في الخامس من حزيران، قامت كل من المملكة العربية السعودية، دولة الامارات المتحدة، البحرين ومصر فجأة بقطع كل العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع دولة قطر وأغلقت حدودها معها.

السبب الذي تم التصريح به وراء هذا القرار هو دعم قطر لحركة الإخوان المسلمين، فضلا عن علاقات قطر الودية مع الحكومة الإيرانية. وقام دونالد ترامب لاحقا بالمصادقة على هذه الخطوة عبر تغريداته على حسابه الخاص على تويتر:  “من الجيد أن نرى  أن الزيارة للمملكة العربية السعودية  للملك و خمسون دولة  تثمر”.

أعلنت تركيا على الفور دعمها لقطر وسارعت بإصدار قرار لإرسال مزيد من القوات إلى قاعدتها هناك ودعت السعودية الى انهاء هذه الازمة. في حين أعلنت الحكومة الإيرانية أن المجال الجوي والحدود البرية مفتوحة أمام قطر من أجل منع الحصار المفروض عليها. وفي وقت لاحق، في 11 يونيو / حزيران، أرسلت البحرية الإيرانية بارجتين إلى ساحل عمان.

ويتحدث المحللون عن احتمال أن تتحول الحروب الحالية بالوكالة بين إيران والمملكة العربية السعودية إلى حرب مباشرة. حيث قارن “روس دوهات” وهو أحد المحللين الجمهوريين الوضع في الشرق الأوسط بأوروبا حين كانت على مشارف الحرب العالمية الأولى.

قدمت إدارة ترامب رسائل متفاوتة بشأن هذه الأزمة. وعلاوة على ذلك، فالولايات المتحدة التي تملك قاعدتها العسكرية في قطر عشرة آلاف جندي أمريكي وتعمل كمركز للعمليات الأمريكية في سوريا والعراق وأفغانستان، ليست حاليا على استعداد لتهديد مصالحها هناك. وعلى هذا الأساس فقد وقعت قطر في 15 حزيران / يونيو صفقة بقيمة 15 مليار دولار لشراء طائرات مقاتلة من طرا F-15 من الولايات المتحدة. كما وصلت سفينتان حربيتان تابعتان للبحرية الأمريكية إلى الدوحة لإجراء تدريب مشترك مع أسطول قطر.

ولكي نعيد التأكيد على بعض المبادئ الاشتراكية الأساسية المناهضة للحرب، فإنه من الضروري توضيح بعض المسائل المتعلقة بهذه الأزمة، واثنين من الأحداث الهامة الأخرى التي وقعت في الشرق الأوسط في الأسبوع الماضي:

يظهر التجمع القائم بين قطر وإيران وتركيا ضد المملكة العربية السعودية وحلفائها أن الائتلافات القائمة على التنافس مع بعضها البعض لا تستند بشكل صارم إلى الانقسام بين الشيعة والسنة. فالتحالفات التي تتواجه مع بعضها البعض تقاتل من أجل السيطرة على المنطقة ورأسمالها، وتهدف إلى قمع أي حركات من أجل العدالة الاجتماعية. وتعتمد المملكة العربية السعودية وحلفاؤها على الدعم الذي قدمته لدونالد ترامب مؤخرا في رحلته إلى الشرق الأوسط وعقدا بقيمة 110 مليار دولار للأسلحة الأمريكية مع المملكة العربية السعودية، في حين تعتمد إيران وحلفاؤها على دعم روسيا.

  1. إن هجمات داعش المتزامنة في يوم 7 يونيو على البرلمان الإيراني وضريح الخميني في طهران، والتي أدت إلى مقتل 17 شخصا وإصابة 52 آخرين، والتي وقعت بعد يوم واحد من هجوم داعش على المارة على جسر لندن، تكشف عن أن حملات الجيش الأمريكي وروسيا وإيران ضد داعش لم تتمكن من وقف هذه القوة الرجعية أو قوات مماثله لها. في حين شكل الدعم المباشر أو غير المباشر من إيران وروسيا والولايات المتحدة والأمم الأوروبية لقمع نظام الأسد للثورة السورية، وتعزيز الميليشيات الجهادية الشيعية في العراق، عوامل هامة في نمو القوى السلفية الجهادية مثل داعش وتنظيم القاعدة. إن بعض الإجراءات والكلمات الأخيرة لإدارة ترامب التي تعبر عن معارضة بشار الأسد لا تمثل ولا يمكن أن تمثل دعما لنضالات العدالة الاجتماعية في سوريا. عوضا عن ذلك، تهدف هذه الإجراءات إلى القضاء على داعش والحد من نفوذ الحكومة الإيرانية.
  2. إن التعاون بين القوات العسكرية الأمريكية وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في إطاحة داعش من مدينة الرقة لا يعني أن الولايات المتحدة ستدافع عن حق الأكراد في تقرير المصير. ففي الاسبوع الماضي، بعد أن أعلنت كردستان ,منطقة الحكم الذاتي في العراق, انها حددت موعدا لإجراء استفتاء حول الاستقلال الكردي، لم تؤيد الولايات المتحدة هذا الاستفتاء المزمع. وقد بدأت الحكومة الروسية التي زعمت دعم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني في روجافا في استخدام كلمة “إرهابية” في الإشارة إلى قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي التي تقاتل داعش في الرقة.

في هذا الوقت، تقع على عاتق الاشتراكيين في الشرق الأوسط مسؤولية عدم الوقوع في فخ الدعاية القومية والدعاية للكراهية لدولهم. وبدلا من ذلك، نحن بحاجه إلى إثبات أن التحالفات المتغيرة الحالية تعبير عن منطق رأس المال وعنصريته، معاداته للنساء ورهاب المثلية. نحن بحاجة إلى التضامن بين الكفاح العمالي والصراعات لتحرر المرأة والأقليات المضطهدة، بما في ذلك الأقليات الجنسية المضطهدة، ضد هذا المنطق المدمر ولتحقيق بديل إنساني..