نعارض، في تحالف الاشتراكيين/ات في الشرق الأوسط، الهجمات العسكرية المتعددة على عفرين وإدلب والغوطة الشرقية، وندعم كل المدنيين/ات الأبرياء في سوريا… حيث هناك توافق بين جميع القوى الدولية والإقليمية على ضرورة تصفية الحركات الشعبية الثورية التي بدأت في سوريا في آذار/مارس عام 2011…

الكاتب/ة: تحالف الاشتراكيين/ات في الشرق الأوسط.
ترجمه‫/‬ته الى العربية‫:‬ وليد ضو 

http://www.al-manshour.org/node/7967

كل التضامن مع عفرين ضد التدخل العسكري التركي

منذ 20 كانون الثاني/يناير عام 2018، شن الجيش التركي، بمساعدة من الميليشيات المعارضة السورية الموالية لتركيا، هجوما جويا وبريا واسع النطاق، أطلق عليه اسم “عملية غصن الزيتون” على منطقة عفرين الواقعة في شمال غربي سوريا ذات الأغلبية الكوردية، والتي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب. وقد قتل حتى الآن ما لا يقل عن 30 مدنيا منذ بداية العملية العسكرية.

وقد استقبلت منطقة عفرين العديد من المهجرين/ات داخل سوريا، الأمر الذي أدى إلى مضاعفة عدد سكانها ليتراوح بين 400 ألف نسمة و500 ألف نسمة، لأنها كانت محيدة نسبيا عن الحرب وهجمات جيش نظام الأسد العسكرية.

يأتي هذا الهجوم بعد أشهر من التوترات والاعتداءات التي ارتكبها الجيش التركي بحق منطقة عفرين. وقد استعمل الجيش التركي ذريعة إعلان المتحدث العسكري للتحالف العالمي، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الاسلامية، عن إنشاء قوة حدودية تتألف من 30 ألف مقاتل بقيادة قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب. وبحسب النظام التركي، إن القرار الأميركي يعني أن الشراكة بين الولايات المتحدة ووحدات حماية الشعب لن تنتهي بانهيار الدولة الاسلامية، كما كانت تأمل الحكومة التركية.

وتعتبر الحكومة التركية وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطية في سوريا، كامتداد لحزب العمال الكوردستاني الذي تصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا منظمة إرهابية.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن عملية عفرين ستلحقها عملية أخرى ضد منبج. كما هدد أردوغان الأصوات المعارضة في تركيا ضد “عملية غصن الزيتون”، في إشارة منه لحزب الشعوب الديمقراطي والمقرب من الكورد، “أينما خرجتم في الشوارع قواتنا الأمنية ستدوس على رقابكم”. وباستثناء حزب الشعوب الديمقراطي، تدعم بقية الأحزاب الرئيسية في تركيا، ومن ضمنها حزب الحركة القومية الفاشي وحزب الشعب الجمهوري الكمالي، التدخل العسكري التركي.

وعلى الرغم من صدور بيان عن وزارة الخارجية الروسية تعرب فيه عن “قلقها” وتدعو الأطراف “لضبط النفس المتبادل”، فإن موسكو، التي تسيطر على أجزاء كبيرة من المجال الجوي السوري، قد أعطت تركيا الضوء الأخضر لهذا الاجتياح وسحبت قواتها من المناطق التي تستهدفها القوات التركية. وطالب المسؤولون الروس بأن تسلم وحدات حماية الشعب عفرين للنظام السوري حتى “تتوقف” الهجمات التركية على المنطقة.

وبقيت الولايات المتحدة سلبية، لكنها حثت فقط تركيا على ضبط النفس وعلى أن تبقى عملياتها العسكرية محدودة النطاق والمدة. في الوقت نفسه، اجتمع دبلوماسيون روس وإيرانيون وأتراك للتحضير لمؤتمر “الحوار الوطني” السوري الذي سيعقد في سوتشي بروسيا يوم 30 كانون الثاني/يناير، والهادف إلى توطيد ما يسمى بعملية السلام التي سيحافظ فيها على بنية نظام الأسد.

أما الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي يتكون بشكل عام من شخصيات ومجموعات ليبرالية وإسلامية محافظة وأصولية، فلم يكتفِ بدعم التدخل العسكري التركي فحسب، وواصل ممارسة سياسته الشوفينية ضد الكورد في سوريا، إنما يشارك أيضا في هذه العملية من خلال الطلب من اللاجئين السوريين في تركيا الانضمام إلى المجموعات المعارضة المسلحة السورية في عفرين.

إن العملية العسكرية التركية الحالية ضد عفرين واستفتاء الاستقلال الكوردي الفاشل في كوردستان- العراق، أظهرت أن القوى الدولية والإقليمية ليست لديها أي رغبة في رؤية أي تحقُّق لتطلعات كوردية وطنية أو لاستقلال ذاتي لهم. ومن الواضح أن دعم موسكو وواشنطن السابق لوحدات حماية الشعب، ودعم الأخيرة للحملة الجوية الروسية إلى جانب نظام الأسد الذي بدأت في نهاية شهر أيلول/سبتمبر 2015، لم يمنع العدوان العسكري التركي على عفرين.

بشكل عام، تعكس عملية عفرين ضعف جميع العناصر الديمقراطية والتقدمية في سوريا لمواجهة تدمير نظام الأسد وحلفائه للثورة السورية، وما تلا ذلك من تجديد لقوة النظام الذي حظي بقبول جميع الجهات الدولية النافذة.

كل التضامن مع إدلب والغوطة ضد هجمات قوات نظام الأسد وحلفائه الروس

في الوقت عينه، ندين هجمات نظام الأسد على الغوطة الشرقية وإدلب، المناطق التي يفترض أنها ضمن “مناطق خفض التصعيد” بحسب مفاوضات آستانا لـ”السلام” التي تقودها روسيا وإيران وتركيا.

فمنذ أواسط شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2017، تعرض ما يقارب 400 ألف نسمة في الغوطة الشرقية لضربات جوية وقصف يومي من طرف قوات النظام وحلفائه. وقد قتل ما لا يقل عن 21 مدنيا/ة بسبب الغارات الجوية والقصف التي شنها النظام على الغوطة الشرقية في الفترة الواقعة بين 20 و22 كانون الثاني/يناير. وهذا ما أدى إلى مقتل أكثر من 200 مدنيا/ة منذ تصعيد النظام لهجومه على هذه المنطقة في 29 كانون الأول/ديسمبر. وبحسب الدفاع المدني، فإن قوات النظام قد أطلقت تسع قذائف تحمل غاز الكلور على مدينة دوما في 20 كانون الثاني/يناير وقد أصيب 21 شخصا. تجدر الإشارة إلى أن هذه المنطقة تحاصرها قوات النظام السوري والميليشيات الحليفة معه منذ عام 2013.

كما قصفت جماعات المعارضة في الغوطة مناطق مختلفة من دمشق، الأمر الذي أدى إلى مقتل وجرح العشرات من المدنيين خلال الأسابيع القليلة الماضية.

بالإضافة إلى ذلك، وبعد تقدم النظام، في جنوب إدلب وشمال ريف حماه، تهجر أكثر من 200 ألف شخص في الشهر الماضي. في حين قتل أكثر من مئة شخص خلال المعارك.

في كل من إدلب والغوطة، يتضامن الاشتراكيون/ات مع المدنيين/ات ضد الحكم الاستبدادي وضد الحركات السلفية والجهادية، مثل هيئة تحرير الشام وجيش الإسلام.

هناك توافق بين جميع القوى الدولية والإقليمية على ضرورة تصفية الحركات الشعبية الثورية التي بدأت في سوريا في آذار/مارس عام 2011 والمحافظة على استقرار النظام القاتل والاستبدادي في دمشق بقيادة بشار الأسد باسم “الحرب على الإرهاب”. هذا الإجماع هو الذي أعطى ورقة على بياض لارتكاب هذه الجرائم.

بمواجهة توافق الثورات المضادة، ما نحتاجه بشدة هو خلق التضامن بين جميع (العرب والكورد وبقية الإثنيات) الثوريين/ات الذين/اللواتي هم/ن ضد نظام الأسد وضد كل القوى الامبريالية العالمية والإقليمية وضرورة دعم كل النضالات من أجل العدالة الاجتماعية وحقوق النساء وكل الأقليات المضطهدة.

ندعم في تحالف الاشتراكيين/ات في الشرق الأوسط حق الكورد في تقرير مصيرهم في سوريا وبقية الدول. وهذا لا يعني عدم اتخاذ موقف نقدي من سياسات قادة الأحزاب الكوردية، سواء كان حزب الاتحاد الديمقراطي أو الحزب الديمقراطي الكوردي أو غيرهما، وخاصة خروقاتهم لحقوق الإنسان.

لا لكل أشكال العنصرية والطائفية

مصائرنا مترابطة

انضم/ي إلى حملة التحالف التضامنية مع المعتقلين/ات السياسيين/ات في الشرق الأوسط:

https://allianceofmesocialists.org/14964/

* نشر البيان باللغة الانكليزية في موقع التحالف الالكتروني بتاريخ 24 كانون الثاني/يناير 2018

المصدر:

https://allianceofmesocialists.org/solidarity-afrin-al-ghouta-idlib-military-attacks